الأحد، 6 فبراير 2011

مصر اولا قبل اى شئ

ان ما شاهدته مصر فى الايام الاخيرة وبعد قيام ثورة الشباب الرائعة التى تبدو للجميع كأنتفاضة على الفساد والظلم الذى عانينا منه جميعا اندست بيننا للاسف قوات وانظمة تسعى لتحقيق مآربها الخاصة واصبحت نظرية المؤامرة جلية وواضحة للجميع حتى شباب هذه الثورة الرائعة ناصعة البياض

بدأت هذه القوات الخبيثة بفتح السجون واطلاق من فيها من مجرمين على شعب مصر الآمن ليسلبوا وينهبوا كل ما تطوله ايديهم وليت الامر اقتصر على ذلك بل وصلت بهم الوحشية الى حد الترويع والقتل ومهاجمة المواطنين , اوقات عصيبة لم يكن احد يتوقعها مرت علينا لتحيل حياتنا الى جحيم لم يكن احدا يتصوره

ونزل المواطن العادى الى الشارع متمثلا فى شباب حقيقى ورجالا هدفهم حماية انفسهم و بيوتهم واعراضهم من هذا الخطر الداهم ليال من الرعب لا يمكن لكلمات ان تصفها او تعبر عن جزء بسيط منها اصبح للخوف والذعر الكلمة العليا

ولكننا فوجئنا جميعا بمن لا يزال واقفا امام تلك العجلة ناسيا او متناسيا صراخ الاطفال المذعورين وبكاء الامهات وألم المريض الذى لا يجد دوائه ويد الجوع التى امتدت لتنهش بطون الكثيرون منا

فى ذلك الحين كنت احدث نفسى واقول ان ما يحدث لنا ثمنا يجب ان ندفعه من اجل التغيير والحرية وبالفعل اخيرا رضخ النظام ونزل من برجه العالى وانهار امام الجميع ودارت عجلة التغيير وبدأ العقلاء فى العودة الى اهلهم والى منازلهم واقتصاد بلد بأكمله ينهار ويد المغتصبين تمتد لتأخذ كل ما تستطيع الوصول اليه من اثارنا العظيمة تلك الاثار التى يحسدنا العالم اجمع على اقتنائها

فى ذلك الوقت الذى يحترق فيه شعبا بأكمله ويعانى الخوف والجوع والالم نجد من لا يزال مطالبا بالتضحية بشعب بأكمله وليته يشارك هذا الشعب جوعه والمه الا انه يتناول افضل الاطعمة ويشرب افضل المشروبات بل وامتد بهم الامر الى حد اقامة حفلات سمر هل هذا هو ثمن الحرية الذى يتحدثون عنه ؟ ام ان للحرية ثمنا لابد ان يدفعه من مات شهيدا شريفا ويدفعه شعبا خائفا جائعا

لست بكلامى هذا مؤيدة لنظام فاسد عانينا منه كثيرا ولكننى اطلب اعمال العقل ولو لبرهه قصيرة اود ان تلتقط تلك البلد انفاسها وتعود الدماء الى شرايينها حتى تقف من جديد وتعود من جديد

ارض الامن والامان

ارض الحضارة

رغم انف الحاقدين

وشماتة الشامتين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق