يوميات شتوية

 عن الشتاء نتحدث

كثيرون لا يحبون فصل الشتاء ويرون انه فصلا تسود فيه البرودة وتذبل فيه الازهار ويتساقط  ورق الاشجار

وتعصف فيه الرياح وتتساقط الامطار

اى انه فصلا تموت فيه الحياة

لكن

ألم يروا ان بعج البرودة يسود الدفء وبعد ذبول الازهار وتساقط ورق الاشجار تأتى زهور واوراقا جديدة

وان الامطار تغسل الحياة وتطهرها من كل ما يعلق بها طيلة العام

ان الشتاء فصلا تولد منه حياة جديدة جميلة

ولكى تولد اشياء لابد ان تموت اشياء

اشعر فى هذا الوقت من السنة ان الحياة تتلون بألوان جديدة وكأنها تحتفل بمولود جديد

ولعل احساسى هذا اليوم بمجئ الشتاء اشعرنى براحة نفسية وسلام

وتردد داخلى صوت يهمس قائلا

لكى تولد اشياء لابد ان تموت اشياء

حتى يولد النهار لابد ان يموت الليل

حتى يولد الجمال لابد ان يموت القبح

حتى يولد الحب لابد ان تموت الكراهية

حتى نبدأ من جديد لابد ان يموت الماضى

من الموت تولد حياة جديدة

 يتبع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنا والشتاء 

ولدت فى جو شبيه بالجو فى هذه الايام بل لعله أقسى بكثير

حكت لى امى يوما كم عانت من اجل ان ارى هذه الدنيا

قالت لى ان فى اواخر شهور الحمل سقطت من اعلى السلم وحملوها مغشيا عليها الى اقرب مستشفى

وهناك وجد الطبيب اننى قد انقلب وضعى فى رحمها ولابد من عملية جراحية والا سأموت

وبذل الطبيب كل ما فى وسعه حتى اصل اظل على قيد الحياة

وحين عادت بى امى الى المنزل كان الجو سيئا للغاية امطار ورياح وجو شديد البرودة وكانت تضمنى الى صدرها بكل خوف

كنت دوما استمع الى تلك القصة كما ترويها امى فأضحك وأعتبرها رواية مسلية

ومرت السنين وحين أرجع الى تلك القصة لا اضحك ولا اشعر انها مصدر تسلية

بل اصبحت اشعر بمرارة شديدة فى حلقى واختناق فى صدرى وتنساب الدموع من عينى

يبدوا اننى لم اكن راغبة فى المجئ الى هذه الحياة واننى كنت اعلم ما سأعانيه فيها

ولكن يشاء الله تعالى ان اولد وان أحيا ما قسمه لى لحكمه يعلمها سبحانه

حين ولدت فى هذا الجو العنيف الشديد القسوة ضمتنى امى الى صدرها

تحمينى من قسوة البرودة والرياح وسقوط الامطار

والان اين هى لتحمينى من قسوة ما يحيط بى

لعل الاخطار يا امى اقتصرت على الشتاء

و أين انت اليوم  يا امى حتى ارتمى فى حضنك لعله يحمينى

ولعلك تمسحى دموعى وتطيبى جروحى

يتبع

أمطار شتوية

حين تحتشد السماء بالغيوم ويغيب عنا شعاع الشمس قد تجد قلوبا خائفة مما قد يحدث

لكن حين ارى الشمس تخجل وتتوارى وراء السحاب تاركة له المجال 

وحين ارى السحاب يتجمع سويا ولونه ناصع البياض يتغير الى اللون القاتم 

اشعر بقرب سقوط المطر

أشعر بفرحة تغمر كيانى لقد اقترب سقوط المطر

وحين تزداد الريح فى الهبوب ويتحرك السحاب متثاقلا يعانى مما يحمله

تزداد فرحتى ويزداد شوقى الى المطر

وفى لحظة واحدة يبدأ المطر

ينزل بنقاءه ليمتزج بذنوب البشر فيتحول لونه الى الاسود

يغسل كل ما يلمسه ويغيره الى الاجمل

أحب ان اقف تحت المطر لاغتسل من داخلى 

شعور لن يدرك معناه الا من يشعره فعلا

وجاء الشتاء متبخترا يملىء الاجواء بسحر لا يحتمل

وها انا انتظر سقوط المطر   

الشتاء قصة عشق لا تنتهى  
يوم جديد من ايام الشتاء الجميلة يؤكد لى لماذا اذوب عشقا فى ذلك الفصل من فصول العام ؟

 

أجل احب الشتاء ففى هذا الفصل من فصول العام اكون على طبيعتى وأشعر بإستقرار نفسى غريب

 

فى الشتاء اشعر بالدفء والامان

 

فى الشتاء ارى الكون من حولى بصورة نقيه جميلة تبعث فى نفسى الحياة

 

الحياة كلها اراها بلا رتوش بوجهها الحقيقى 

 

أجل احب الشتاء ففيه كان اول لقاء لى مع الحب

 

فى الشتاء التقينا وتعارفنا وربط الحب بين قلبينا

 

وفى الشتاء ايضا تفارقنا على امل اللقاء يوما