أستيقظت فى ذك الصباح وكالعادة مددت يدى جوار فراشى لألتقط احد تلك الاقنعة التى اعدت ارتدائها دوما
فأصتدمت يدى بالارض الباردة بحثت يمينا ويسارا ولم اجد شيئا فنهضت مفزوعة من فراشى وجثوت على ركبتى
ياللمصيبة اين ذهبت اقنعتى ؟
فتحت الدولاب ابحث داخله فلم اجد شيئا قلبت الحجرة رأسا على عقب دون جدوى
لم اتصور يوما ان افقد كل اقنعتى كيف سواجه البشر الآن ؟
كيف سأحيا بينهم بوجهى الحقيقى ؟
هنا شعرت بدوار عنيف يزلزل اعماقى وهويت ارضا
ومع سقطتى اخذت اتذكر كيف بدأ الأمر ؟
فى الحقيقة كنت احيا سنوات عديدة بوجهى الحقيقى دون اى قناع وكنت اتعامل مع البشر بطبيعتى
وفى المقابل كان الجميع يعاملونى ككائن فضائى لا يمت لهم بصلة وكنت بنظرهم غريبة الاطوار
وعانيت الكثير والكثير وتلقيت العديد والعديد من الصدمات
كنت لا اكاد افيق من صدمة حتى اجد الاشد منها تعصف بى
وجاء اليوم الذى قررت فيه ارتداء الاقنعة مثل الجميع
كنت كل يوم امد يدى وارتدى قناعا ثم اعود وانزعه لارتدى غيره وهكذا حتى صار لدى الالاف من الاقنعة
واصبحت مثل باقى البشر من حولى ولم يعد هناك ادنى اختلاف بينى وبينهم
وفى خضم كل هذا كدت انسى وجهى الحقيقى
ببطء شديد نهضت من سقطتى وفى ذهنى الف الف سؤال
ووجدتنى اتجه صوب المرآة وانظر الى ملامحى بتمعن شديد
لدى عينان وانف وفم مثل باقى البشر وجه كامل ليس به ما يعيبه
وجهها كان يضحك ويبكى
يفرح ويتألم
يحمل كل ما كنت اشعر به دون زيف او خداع
حتى اجبرونى على ارتداء الاقنعة قناع داخل المنزل واخر خارجه
قناع للاصدقاء واخر للاعداء
الف قناع وقناع تلاشوا جميعا دفعه واحدة ولم يبق سوى وجههى
مهلا هل هو حقا وجهى ؟ ام انه مجرد قناع اخر
وبهدوء شديد فتحت احد الادراج واخذت مقصا واتجهت مرة اخرى صوب المرآة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق