واحنا بعيد حبيبى عن بعضنا
كان نفسى فيها يتلم شملنا
لكن لسه باقى بينا حبنا
رسالة
بفرحة عارمة أخذ يصعد درجات السلم يكاد يطير وتكاد قدميه لا تلمسان الدرجات أخيرا بعد سنوات الغربة والشقاء قد عاد , عاد حتى يفى بكل العهود , عاد الي حيث ينتمى
يتذكر جيدا ملامحها الطفولية وعينيها الساحرتين ويذكر كم اغضبها فى هذا اللقاء ؟
وكيف صمم على السفر حتى يجمع المال الوفير ؟
ويذكر كيف انهمرت دموعها وكم استحلفته ان يظل الى جوارها وقتها ثار فى وجهها واتهمها بالانانية وانها لا تفكر سوى فى نفسها فقط وتريد ان تدمر طموحه وزاد فى الامر واتهمها انها لا تحبه
حينها فقط جففت دموعها واخبرته انها موافقة على سفره وبكل مرارة الدنيا قالت له سأنتظرك مهما غبت عنى ولكن تذكر جيدا ان المال ابدا لن يجلب للقلب السعادة
فى اليوم التالى سافر وبدأ رحلة الكفاح والعمل المتواصل لم يكن يعرف معنا لكلمة راحة كان يعمل ليل نهار يجمع ما يستطيع من مال يريد ان يعود اليها محققا طموحاته واحلامه يعود بالسيارة الفارهة والفيلا الفخمة والرصيد المحترم فى البنك لا يريدها ان تشعر لحظة بالاحتياج الى اى شئ
حتى انه لم يكن يرسل اليها خطابات ولم يكن يتصل بها كان يخشى ان يضعف حين يسمع صوتها حتى جاء اليوم اخيرا وحقق كل ما حلم به واختار يوم عيد ميلادها لعودته حتى يرى الفرحة بعينيها الساحرتين
وها هو اخيرا امام باب شقتها يرن جرس الباب ويقف لحظات منتظرا ان يراها امامه مرت اللحظات كأنها قرنا كاملا حتى فتح الباب اخيرا ورأى اختها امامه تنظر اليه فى دهشة فأخبرها انه جاء اليوم ليحقق كل الاحلام ويريد ان يرى محبوبته نظرت اليه نظرة ملؤها الحزن والالم واخبرته بصوت مرتعد لقد رحلت
رحلت الى اين هكذا قالها بإستغراب ردت شقيقتها لقد جئت متأخرا لقد انتظرتك كثيرا وكانت تتوق الى كلمة منك او اتصال تطمئن به عليك لكنك لم تفعل
فأخذت المسكينة فى الذبول يوما بعد يوم حتى رحلت عن دنيانا منذ شهر
ماتت كيف لا اصدق كيف لم اشعر رغم عشقى لها اين كان عقلى حين تركتها
افاق على صوت شقيقتها تقول لى هذا خطابا تركته لك تناول منها الخطاب وهوغير قادر على النطق ولم يعد يسمع من كلماتها شيئا واستدار هابطا درجات السلم والدموع محتشدة بعيونه غير قادرة على الانسياب
لماذا رحلتى وتركتينى وحيدا فى الدنيا يا اغلى الناس ؟
لقد تحملت كل هذا العناء من اجلك انت ؟
وقف ينظر الى سيارته الفارهة شعرت حينها انها بلا قيمة فما قيمتها دونها
وبيد مرتعشة فتح خطابها وحين رأيت الكلمات انهمرت دموعه بكل لوعة ومرارة
كان عبارة عن ورقة صغيرة كتب بها
"المال لن يجلب للقلب السعادة"
حبيبى
حبيبى بدمى أسطرها
فقلبى وكيانى يدركها
حبيبى فى اعماقى انقشها
فهى حقيقة نفسى تعشقها
حبيبى مهما طال الغياب
حتى لو ضاع الصبا والشباب
سأنتظر يوم ينهى فيه العذاب
حبيبى سؤال بلا جواب
حبيبى شمسا تنير حياتى بحب ووفاء
دفئها يغمرنى فيزيل برودة الشتاء
حبيبى جبلا شامخا فى كبرياء
متحملا عنى كل الالم والعناء
حبيبى نهرا عذب متجدد المياه
برؤيته تسعد وتمتد بى الحياه
حبيبى طيفا جميل رائع سناه
مر كحلم ساحر فاتن ضياه
حبيبى اه لو رأوك بعيونى
سيدركون حينها سر كل شجونى
ويلتمسون لى العذر فى جنونى
وسيعرفوا معنى كلمة حبيبى
حبيب القلب
حبيب القلب يا نور الفؤاد
يا حلما قتل قبل الميلاد
أشتاق اليك رغم البعاد
وفى الليل يطول السهاد
دون ارادتى كان الفراق
ظننت انى احميك من الاحتراق
ظننت انى امنحك السلام والوفاق
و ها انا أكاد أذوب لهفة واشتياق
ظننت ان فى ابتعادى عنك شفاء
وان فى حياتك السعيدة خير عزاء
ويكفى واحدا يتلقى كل الجزاء
يذهب بقدميه الواهنتين الى الفناء
اخترت الرحيل الامس قبل اليوم
تحملت عنك كل الاسى واللوم
طعنت قلبى بخنجرا مسموم
نفذ الى قلبك الرقيق المظلوم
هوينا سويا بقلوب مجروحة دامية
نظرت الى نظرة متساءلة
رددت بنظرة قاسية متحجرة
خلفها قلب تمزق وسقط للهاوية
رايت فى عينيك الدموع
تسألنى وتسأل قلبى الرجوع
رددت بان الهوى صار ممنوع
وبيدى أطفأت كل الشموع
اه ثم اه ثم اه
يا من كنت احيا حتى اتنفس هواه
يا من القلب مفتون برؤياه
وابدا و لن يحب سواه
صار الدمع عزيز المنال
والروح مقيدة بالاصفاد والاغلال
والدموع منهمرة كالشلال
والنفس منكسرة بلا آمال
صارت دنياى بلا شمس ولا قمر
ابحث عنك دوما وسط البشر
والنوم يجافينى ورفيقى السهر
اتذكر لحظات هانت على القدر
من منا لم يتعثر فى حياته يوم ؟
من منا لم تعيقه اشياء او اناس من التقدم ؟
من منا لم يشعر بقيود تقيده تمنعه من اشياء يريد فعلها ؟
لكن
هل شعرت يوما بقيود حول معصميك فقمت بحلها وشعرت انك حرا ؟
وفجأة سقطت على وجهك دون مقدمات فنظرت حولك باحثا عن سبب لتعثرك
فوجدت قدميك مقيدتين بأغلال حديدية
اخذت تحاول وتحاول وتدمى بقوة أناملك عبثا تحاول التحرر
وأخيرا حين نجحت فى حل قيودك ووقفت على قدميك سعيدا بحريتك الجديدة
حاولت ان تعبر عن فرحتك بهذه الحرية فوجدت مائة قيد وقيد على فمك
ومن جديد اعدت المحاولات الشاقة حتى استطعت اخيرا الحديث
وكانت اولى كلماتك : "انا حر"
حين نطقتها بالتأكيد لم تشعر سوى بالخوف فماذا يمكن ان تفقد بعد ذلك ؟
قيود متنوعة احاطت بك على فترات مختلفة من حياتك
جعلتك فى قراره نفسك سجينا غير قادر على الشعور بالحرية
وحين اصبحت حرا لم يعد للحرية معنى
وعدت من جديد مقيدا ولكن هذه المرة
انت من قيدك
صوت الحب
ايها القادم من بعيد اسمع دوما صوتك يتردد فى ارجاء المكان
هامسا بتلك الكلمات التى لن تتغير مهما مر الزمان
ستظل القلوب على عهدها مهما زادت الاشجان
سيظل الحب شمسا تبزغ لتنير الوجدان
وحين تضن على بصوتك ويطول الغياب
يبدأ من جديد شعورى العميق بالعذاب
وأتساءل لماذ حكم علينا بفراق الاحباب؟
وحين يتردد صوتك بعدها لا اجد بداخلى ذرة عتاب
بل اشعر بالامل بداخلى كطفل شقى عنيد
وأرى تباشير نور تلوح فى الغد البعيد
اتحول طائرا يشدو فرحا سعيد
تتلاشى الآلام بشكل ساحر فريد
تمر الايام وانا على العهد باق
انتظر على امل يوم التلاق
واتحمل بجلد كل المشاق
فأرى الفجر بازغا فى الافاق
لم أندم على حبك يوما
يا من جعلت حياتى حلما
تمنيت لو لم افق منه يوما
لكنى افقت على عذابا والما
احببتك وسأحبك مهما مر الزمان
فحبنا هو المرسى وشاطئ الامان
انا وانت فقط نعرف السر والعنوان
عنوان جنتنا التى لن تغيب فى طيات النسيان
هناك نوعا من الجروح لا تستطيع الايام ان تداويه
تشفى جروح اجسادنا بمرور الوقت
لكن جرح الروح ابدا لا يشفى
يظل يؤلم صاحبه ويذكره دوما
بما يجب ان ينسى
كان لى قلبا ذات يوم
ينام خال البال مطمئن
حلم ان فى الحب جنة
فأشتاق الى رؤياها
وحين دخلها علم مدى شقاها
با من تظن الحب جنه ونعيم
لا تدخل بقدميك الى الجحيم
ابتعد لا تغتر بعذب الكلام
انك لن تجنى منه سوى الملام
ان الحب نارا لا ترحم العاشقين
كم عاشقا صدم فى هواه المسكين
الحب نراه جنه للعاشقين
فإذا عشقنا عرفنا نار الجحيم
يحسدنا العاشقين كل يوم
انهم لا يعرفون طعم النوم
تمر عليهم الايام بلا لون
ويتجرعوا العذاب والهون
اعرف ان كلماتى لن توقفك
وان العشق سيكون قدرك ومصيرك
ولكن لا تنسى يوما كلماتى
لن تشفى حتما كل جروحك
ولكنها ستذكرك انك حتما لست وحيدا
ابحث فى اعماقى عما يعبر عن احساسى بكلمات
فلا ينبعث منى سوى مزيج من انين وآهات
اغلقت الابواب
عذرا ايها الاحباب
فاليوم قد اغلقت كل الابواب
ولن اسمح للحب ابدا ان يدق الباب
يكفينى ما اعانيه من مرار وعذاب
عذابا يؤرقنى وقلبا قد مات فى الحب شهيد
لم يصمد كثيرا امام قلوبا من حديد
ولن يقبل ان يباع يوما فى سوق العبيد
فأختار ان يموت بريئا كطفلا وليد
فالحب فى هذا الزمان صار اسطورة
نهاية العاشقين فيها مكتوبة مسطورة
وقلوبا ملقاة وسط الطريق مجروحة مقهورة
ونفوسا تحلق فى السماء ممزقة مقتولة
اليوم سألتزم وحيدة دربى
واغلق الابواب على قلبى
يكفيه بسببى ما قد عانى
كل ذنبه انه جزءا منى